Friday, October 03, 2008


يحكى فيما يحكى من قصص الأثــر ان سيدنا سليمان عليه السلام ولى رجلا ً من الناس على مدينة في أقصى الشرق ليحكمها ويشرف عليها ويطلع على أمور شعبها (الغلابه) .. فيطعم المساكين ويكسو العاري ويقوي الضعيف‏.. وينصر المظلوم على من ظلمه .. ويعاقب السارق (الحرامي) فيعيد الاموال لأصحابها من الذي (لهفها).. ولا يعتدي على أحد ٍ بغير وجه حق .. وامره فيما القى عليه من شروط ان لا يأخذ (بيزات) بيت المال في تلكم المدينه ..( ولا تأكلوا أموالكم بينكم بالباطل وتدلوا بها إلى الحكام لتأكلوا فريقا من أموال الناس بالإثم وأنتم تعلمون ) وان فعلها و (سواها) فالعقوبه بانتظاره من حبس و اقصاء و (فضيحه بجلاجل) !! ..ثم أنه قدر (بضم القاف ) لهذا الرجل ان يكون له وزراء من تلك المدينه ليعاونوه على امور الحكم .. والسعي في أمورهم بالحق ... فكان هؤلاء الوزراء ذوي خلق رفيع .. وعلم وسيع .. وحكم بديع .. ولكنه وكما ( قال المتوصف ) لابد للثور الأبيض ( المعمم ) من شعرة سوداء .. لاتسر الناظرين !! إذ ان وزيرا ً من بين أولئك الوزراء كان لصا ً .. متخذا ً من اللصوصية مكسبا ً له في حياته ( المنيله بستين نيله ) .. ومخالفا ً بذلك ما اوصاهم به واليهم ( بكسر اللام ) وحذرهم منه .. أشد التحذير . ثم أنه قدر (ايضا بضم القاف) ان تمر السنون .. ويزداد ( صاحبنا الحرامي ) مالا ً وجنون .. فيزداد ً طمعا ً وبطشا ً و (لقافه) ... فيضيع حلمه ( أي تسامحه مع الناس ) وكرمه وعفافه ...!ثم أنه يقدر ( هذه المره بضم الياء والراء ) أن يزور ذلك الوالي الذي عين ( بضم العين وكسر الياء ) مجلس سيدنا سليمان عليه السلام ذات مره .. فسأله عليه السلام عن أمور الرعيه .. وكيف هي أحوالهم ... وهل حافظ على حقوقهم و أموالهم ؟ فرد عليه الوالي بأن الرعيه في أمن وسلام .. وخير ٍ ووئام ... و لم يعرفوا الخوف .. الا وهم نيام !! ( أي في الكوابيس فقط ) .!! ولكن ( والكلام للوالي ) يوجد من بين الوزراء اللذين قمت (بضم القاف والتاء) بتعييهم وزيراً .. يملك المال الكثير والخير الوفير .. و (فوق هذا) يملك قصرا ً كبير ..!! فقال له سيدنا سليمان عليه السلام .. أو لم تسأله .. من اين لك هذا ؟؟عزيزي القاريء ( الكلام لمحدثكم العبد الفقير ) تلك قصة طويلة لم ارد ان اطيل عليكم بسردها .. فتملوها وتملوني .. وهذا ما يقد يثير جنوني ..! انما اردت فقط ان اضع بين ايديكم ذلك المعنى الذي اردته ان يصل لكم من خلال المقدمة ... ( واعتبروا يا اولوا الالباب ) ... ونحن هنا في هذا الوطن الحبيب .. ولله الحمد والمنة .. لانملك من بيننا من ينازع ولي الأمر في حكمه .. ولا يضمر الشر والضغينة له .. بل اننا ولإننا مواطنون .. نحلم في وطن نظيف ..وعيش عفيف ... ولا نأكل الا زيت برغيف ... خال ٍ من الطفيليات التي ( تعشش ) وتتكاثر في ربوع هذا الوطن حين تغفل العين .. وتموت الحميـّـه .. فنصبح مثل ( فراخ الجمعيه ) فيكون إلزاما ً وقتها ان يستخدم العاقل المحب لوطنه جميع أنواع المطهرات والمعقمات لقتل ودحر وهزيمة تلك الطفيليات والجراثيم الضارة !! في بلد ٍ تحكمه القوانين .. والدستور .. والانظمه .. لابد ان يسأل المرء نفسه هذا السؤال .. لماذا لا يطبق ذلك القانون الإلــهي العادل .. من أين لك هذا ؟ سؤال ٌ بسيط يتكون من أربعة كلمات فقط .. يوجه (بضم الياء) لمن وضعوا أنفسهم في موضع المسؤولية ... من وزراء ومسؤولين .. صحيح ان ( المال والبنون زينة الحياة الدنيا ) ولكن ايضا ً ( الباقيات الصالحات خير ٌ عند ربك ثوابا وخير ٌ أملا ) اي ان هذه الأموال و (الغوازي) و (البيزات) يجب ان تكون من مصدر ٍ حلال بلال .. فيكون خاليا ً من الشوائب والاوساخ والشبهات !! نحن هنا في سياق هذا الحديث .. لانرمي التهم جزافا ً و ( بالعبط ) و اعتباطا ً على وزراؤنا الافاضل ومسؤوليينا الكرام ...ولكن ( لتطمئن قلوبنا ) ..ولأنهم تولوا هذه المناصب تكليفا ً لا تشريفا ً ( كما يقولون بعد توليهم لأي منصب) !! فإنه من واجبنا .. وحقا ً عليهم ان يتقبلوا مبدأ المحاسبه ... والمصارحه والمكاشفة .... بصدر رحب , بما انهم ولأنهم ولوا على المال العام .. ومكتسبات هذا البلد .. وكما يقال ( المال السايب يعلم السرقه ) ... و (حاسب ربيعك دوم .. حتى يحبك ) !! يقول الفيلسوف سوارفرسغي ( قدس سره ) فيما يقوله من امثال وحكم .. انك اذا اردت ان تكون ثريا ً .. فلا بد لك من ان تكون وزير !! الغريب في الامر ان بعض .. أكرر .. بعض .. المسؤولين لم يكـّـونوا تلك الثروات الهائلة الا بعد توليهم لمناصب رفيعه جدا ً .. (إن الله يعلم غيب السموات والأرض ) ولم يصبحوا بشوات ومن اصحاب الأموال و الخرده ( الخرده هنا تعني المال ) الا بعد جلوسهم على تلك الكراسي العاجيه .. بدليل انهم كانوا أناس عاديين ينتظرون الراتب كل آخر شهر عند ماكينة الصراف الآلي ( بطلعة الروح ) .. مثل محدثكم العبد الفقير !! ويرزق من يشاء بغير حساب .. صدق الله العظيم .هذه الكلمة التي تخرج من أعماق القلب مخترقة ً القفص الصدري .. نرجوا ان تصل لمن يهمه الامر ... ومن يهتم لأمر هذه البقعة من البسيطة ( الارض ) .. أن يطبق هذا القانون السماوي على جميع من (دق الصدر) معلنا ً استعداده لتولي أمور العامة من الناس بحيادية ومصداقيه وشفافية .. تخلو من المحسوبية و ( انفعني و انفعك ) على حساب الوطن ... واموال الوطن ... وخيرات الوطن .وكاسك يا وطن .السلام عليكم